علاج خشونة الركبة

كثيرًا ما نسمع عن أن أحد أقربائنا يعاني من خشونة الركبة وأنها تسبب له ضيقًا شديدًا في حركته وأنها تعتبر مصدرًا كبيرًا للمعاناة في الحياة، فالركبة تعتبر من أهم مفاصل الجسم وتكاد تكون أكبر المفاصل المسئولة عن الحركة والمشي.

تحدث خشونة الركبة مع ضعف وتآكل غضاريف عظام مفصل الركبة، فالغضاريف تعتبر هي العامل المُسهِّل للحركة وهي التي تعطي الجسم مرونته لممارسة أنشطته الحياتية، لكن هل يوجد علاج لخشونة الركبة غير العمليات الجراحية؟ اتعرف على إجابة هذا السؤال مع الأستاذ الدكتور أحمد بكير من هذا المقال.

يوجد العديد من الأسباب التي تسبب حدوث خشونة الركبة والتي تختلف من كل شخص وآخر، منها ما يلي:

• تقدم العمر: فكبر السن وتقدم العمر يعتبران العامل الأهم والمُسبب لخشونة الركبة، فخشونة الركبة تنتشر بشكل كبير جدًا بعد سن 45 عامًا فأكثر.

• العوامل الوراثية: إذ أثبتت العديد من الدراسات على زيادة احتمالية الإصابة بخشونة الركبة إذا كان أحد الوالدين لديه خشونة في الركبة.

• الجنس: إذ تزداد نسبة الإصابة بخشونة الركبة بين السيدات فوق 45 عام أكثر من الرجال الذين في نفس أعمارهن.

• التعرض للصدمات في الركبة: فإن تكرار إصابة الركبة بالكسور أو تكرار الإصابة بقطع في غضاريفها، واربطتها قد يزيد بنسبة كبيرة من فرص الإصابة بخشونة الركبة.

• الإصابة بأحد الأمراض المزمنة: مثل أمراض الروماتويد والنقرس والتهاب الغشاء الزلالي أو حالات أورام المفاصل الشديدة.

•زيادة الوزن الشديد: فالسمنة تعتبر أحد العوامل الهامة التي تؤدي إلى حدوث خشونة في الركبة بسبب زيادة الحمل الشديد عليها، والذي يعمل على زيادة تآكل المفصل والغضروف.

• ظهور ألم في الركبة يختلف في شدته على حسب المرحلة التي يكون بها مريض خشونة الركبة، ويزداد بممارسة أي نشاط بدني أو أي حركة فجائية أو بذل أي مجهود بسيط مثل المشي أو صعود السلالم.

• ظهور زوائد عظمية على مفصل الركبة.

• احتكاك عظمتي الساق مع الفخذ.

• حدوث قطع في الغضروف الهلالي.

• التهاب الغشاء المبطن لمفصل الركبة.

• تكون كيس زلالي خلف الركبة.

• تورُّم الركبة وظهور ارتشاح خلفها.

• تيبس في حركة المفصل.

• طقطقة الركبة مع حدوث أي حركة فجائية.

تنقسم خشونة الركبة من حيث شدتها ومن حيث أعراضها إلى أربع درجات من الألم وهي كالتالي:

1. الدرجة الأولى من خشونة الركبة: بها يشعر المريض ببعض الوخز البسيط في خلف مفصل الركبة، والذي يزداد مع الحركة الشديدة أو بذل أي مجهود بدني بسيط، مثل صعود السلم أو غيره.

2. الدرجة الثانية من خشونة الركبة: بها يشعر المريض بألم ووخز أكبر قليلًا من مريض الدرجة الأولى من الخشونة، ويكون الألم على فترات متقطعة ويستمر على شكل نوبات منفصلة، يشعر بها المريض بألم شديد يشبه التيبس في مفصل الركبة مع الجلوس لفترات طويلة أو المشي لمسافات بعيدة، أو الجري أو مع الاستيقاظ من النوم، وذلك بسبب كبر المسافة بين عظمتي الساق والفخذ وليس بسبب إصابة مفصل الركبة نفسه.

3. الدرجة الثالثة من خشونة الركبة: في هذه الدرجة يبدأ غضروف الركبة في التآكل بسبب احتكاك العظام المتكرر ببعضها البعض، مما يسبب التهاب أغشية الركبة وظهور بروز عظمية على سطح الركبة تزيد من شدة الألم، وفي هذه المرحلة يزداد الألم بصورة ملحوظة ومرهقة مع زيادة المجهود البدني الذي يمارسه الفرد ومع زيادة حمل أي أشياء ثقيلة في الوزن.

4. الدرجة الرابعة من خشونة الركبة: تلك هي أشد درجة من درجات خشونة الركبة، فبها يشعر المريض بألم شديد يهز كيانه مع أي حركة بسيطة لمفصل الركبة، وتلك المرحلة غالبًا يصل إليها المريض إذا حدث له قطع في الغضروف الهلالي للركبة، وفي معظم الأحوال تحتاج إلى التدخل الجراحي لعمل استبدال لمفصل الركبة نفسه بمفصل ركبة صناعي؛ وذلك لأن عدد كبير من هؤلاء المرضى لا يستطيعون ممارسة حياتهم بشكل طبيعي على الإطلاق.

يستطيع أن يحدد الأستاذ الدكتور أحمد بكير إذا كان المريض يعاني من خشونة الركبة وتحديد درجتها من خلال الفحوصات التالية:

1. فحص الأشعة السينية: سوف يظهر بها وجود مسافة بين عظام الركبة نتيجة تآكل الغضروف الموجود بينها.

2. فحص الرنين المغناطيسي: والذي سوف يلجأ له الأستاذ الدكتور أحمد بكير عند حدوث أي إصابة شديدة في الركبة أو عند رغبته في تحديد درجة الخشونة نفسها، وأسبابها الأساسية لتحديد التدخل الطبي الصحيح في تلك الحالة.

في البداية يبدأ الدكتور بتوجيه مريض خشونة الركبة إلى العلاج التحفظي خاصةً لدى حالات الإصابة بخشونة الركبة المبكرة، ويكون العلاج من خلال ما يلي:

• تقليل الوزن في حالة إذا كان يلعب الوزن الزائد دورًا في زيادة التحميل على مفصل الركبة، وبالتالي زيادة شدة خشونة الركبة.

• عمل كمادات يومية لمدة ثلث ساعة على الأقل لتخفيف آلام الركبة وأي تورمات من الممكن أن تحدث بها.

• وصف بعض الدهانات الموضعية التي من الممكن أن تساعد بشكل كبير جدًا في علاج خشونة الركبة والتخفيف من آلامها، وكذلك تقليل شدة تيبس عضلات الركبة.

• وصف بعض المكملات الغذائية والأعشاب التي تساعد على زيادة ليونة المفصل وتقليل الاحتكاك بين عظامه وغضاريفه.

• اتباع عدد من جلسات العلاج الطبيعي والتي تساعد على تقليل ألم الركبة وتقوية عضلاتها.

• ينصح المريض باتباع بعض التعليمات التي تقلل من حمل الجسم على مفصل الركبة مثل عدم الجلوس لفترات طويلة أو الحركة السريعة لمدة طويلة، وكذلك تجنب حمل أي أشياء ثقيلة تعمل على زيادة الحمل على مفصل الركبة على الإطلاق.

بها يلجأ الأستاذ الدكتور أحمد بكير استشاري علاجات الألم إلى حقن بعض المواد شديدة الكثافة تحت فحص جهاز الأشعة الحرارية تحت التخدير الموضعي، أو حقن الركبة بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية أو بغاز الأوزون، وذلك على حسب التشخيص ودرجة الخشونة التي يعاني منها المريض، ورؤية الأستاذ الدكتور أحمد بكير لنوع الحقن الأنسب لحالته.

يلجأ الأستاذ الدكتور أحمد بكير لإجراء حقن جذور أعصاب الركبة بجهاز التردد الحراري عندما تكون درجة خشونة الركبة عالية وقد فشلت معها أنواع العلاج الأخرى من علاج تحفظي وعلاج بالحقن، فعلاج خشونة الركبة بالتردد الحراري يساعد على تقليل الألم بنسبة كبيرة جدًا من خلال تمرير موجات ذات ترددات معينة تحت التخدير الموضعي وتحت الفحص بجهاز الأشعة إلى الركبة، بحيث ينتج عن هذه الموجات تيار كهربائي ضعيف يعمل على تسخين أجزاء معينة من أعصاب الركبة وبالتالي تقل إشارات الألم الناتجة عنه بنسبة كبيرة، فالعلاج بالتردد الحراري يساعد على تقليل الألم بنسبة 70% لمدة قد تصل إلى 6 إلى 9 شهور من ميعاد الإجراء، كما أنه إجراء آمن للغاية لا ينتج عنه أي آثار جانبية.

اتصل بنا